أحرف أموية

من طرف ابوحنين 28/08/09, 01:47 pm

يمَّمتُ شَطرَكِ حين غمَّ الأليلُ
علّي أَصُوغُكِ أنجُماً لا تُوصَلُ

أو أنْ أصوغَك أحرفاً أمويَّةً
فيها معاوية والوليد المنهل

ولقد أتيتكِ حين ناداني الهوى
وَأتيتُ ألثُمُ ما أرى وأقبِّلُ

مِنْ ثَمَّ رُحْتُ مطأطئا في حيِّها
وبِكلِّ محرابٍ لها أتبتَّلُ

فعسى أجمِّلُ بعض نفسي حينما
ألقى الكرامَ بِحيِّها وأُعلِّلُ

وأُجمِّلُ الرُّوح الَّتي هامَتْ بِهِا
فَجَمِيلُ بَثْنَةَ في بُثينةَ يَجْمُلُ

وَسَرحْتُ بينَ رُبُوعِها فكأنَّها
الفِردوْسُ في جَنَبَاتِها أتنقَّلُ

وجَنيْتُ كالنَّحْلِ الدَّؤُوبِ رحيقَها
فإذا الجَنَى قبل الجَنِي يتعسَّلُ

أبحرتُ فيك وَمَارَسوْتُ بِشاطئٍ
إذْ أنَّ بحرَكِ شاطِئاً لا يقبلُ

فرأيتني أصحو وأغفو تارةً
وَبِغارِ موجِ بِحارِها أتكلَّلُ

ماحدَّ حدُّكِ حدُّ مَنْ حدَّ الحُدُو..
..دَ , فحدُّ حدِّكِ أنجُماً تُتَأمَّلُ

عتَّقتِ أقداح الهوى وسَقَيْتِنا
يالَلْقِداح وماِبها كمْ تُثْمِلُ

فَغَدَتْ بِها نشْوانةً أرواحنا
هذي لَعَمري خمرةٌ تُتَفضَّلُ

وخُمورُنا لا تسْتَساغُ وبعضُنا
لوْ رامَ شُرباً لامنَاصَ سَيَقْتُلُ

يمَّمتُ شطرَكِ والأسى في مهجتي
وشُجُونُ قلبي في الهوى لا تُحْمَلُ

والجرح ينْزِفُ من دمِي بِغزارةٍ
فَبَدَا كَما هتَّانَةٍ إذْ تهطُلُ

وعلى شفاهي من مرارة ما أرى
شِيحٌ أزِينُ به الشِّفاهَ وحنظَلُ

وقَصدتُ بابكِ علَّ لي من مخرجٍ
أوْ علَّ لِي في سِرِّ بابكِ مُدْخَلُ

فَلكمْ أحيرُ بِبَيْنَ وبَيْنَ وحيْرَتِي
تاقتْ لِردٍّ بيْنَ بيْنٍ يَفصِلُ

سافرتُ فيكِ وَكَمْ رأيْتُ بِرِحلَتي
عِزَّاً يتوقُ إلى الوِصالِ ويأمَلُ

ويُسائِلُ القلبَ المُعنَّى أيْنَ هُمْ
أهلي, وأيْنَ القوْمُ أيْنَ , ويسأَلُ

وَيَفِيضُ دمعاً حينَ أُطرِقُ قائِلاً
ما عادَ خَيْلٌ للعروبَةِ تَصهَلُ

سافرتُ فيكِ فَعُدْتُ منكِ بِنشْوَةٍ
أُمويَّةُ الأنفاسِ لَيْسَ تُبدَّلُ

فَدِمشْقُ مهدُكِ ياوليدةَ خالِدٍ
يانِعمَهُ مهدٌ ونِعمَ المنْزِلُ

أنا من رُبا الشَّامِ الأبيَّةِ قادِمٌ
وعلى المُحيَّا مِنْ هَواكِ قرنفُلُ

أنا قادِمٌ علِّي أضُمُّ تُرابَها
ولعلَّني مِن عزِّها أتكحَّلُ

وأتيهُ بيْنَ سُهولِها وجِبَالِها
وعلى ثَرَاها علَّني أتنقَّلُ

وأتيْتُ أجري والحرُوفُ بِجُعبَتِي
لَكِنْ بَدَتْ وكأنَّها تَتَملمَلُ

وإذا بِها قدْ أطرَقَتْ ياخجْلَتي
إنَّ المعاني حينَ وصفِكِ تَخْجَلُ

ياقُدسُ يا أرض الطَّهارةِ إنَّني
آتٍ إليكِ بما حَمَلْتُ وَأحمِلُ

آتٍ إليْكِ ولَيْسَ يُثني همَّتي
قَيْدٌ وإنْ في المعصَمَيْنِ يُسَلْسَلُ

وَلَسَوفَ أسجُدُ عِندَ قُبَّة صخرةٍ
أدعُو, وأدعو, لا أكلُّ وأملَلُ

وأمامَ حائِطِها سأذرُفُ أدمُعِي
أسَفاً على منْ قَدْ قَضَوْا وترجَّلُوا

ولَسَوفَ أسألُهُ تعالى شأنُه
وَبِجاهِ طفلِ حِجَارَةٍ أتوسَّلُ

وبِغزَّة الأحرار حطَّتْ رِحلَتي
وعلى ثَراها كم أروحُ وأُقبِلُ

ياغزَّة الشَّمَّاءَ فيكِ تعلُّقي
ولَكِ انتِمائي , أنْتِ منْ أتخيَّلُ

يادمعة الأطفالِ يا ألَمَ الجَوى
ياصيحة الأحرارِ حينَ تُولوِلُ

ياعزَّكُمْ يامجْدَكُمْ وعُلُوَّكُمْ
رُمتُمْ سُهَيْلَ فصارَ فيكم يَسْهُلُ

سطَّرْتُمُ المجْدَ العَظِيمَ بأحرُفٍ
النُّور منْ ألحاظِها يَتسلَّلُ

وبَنَيْتُمُ الصَّرْحَ العظِيمَ بِهمَّةٍ
فالصَّرْحُ فيكمْ ليْسَ فيهِ تَقَلْقُلُ

فحماسُ أهلُ المجْدِ لوْ ألْفَيْتَهُمْ
ألفَيْتَ صحْبَ مُحمَّدٍ قَدْ حوَّلُوا

رامُوا الصِّعابَ فكلُّ صَعْبٍ حينَمَا
راموهُ صارَ بِرَوْمِهمْ يُسْتسْهَلُ

أهلُ الوغى وبُنَاةُ عزِّ للورى
ليسوا بِمَن مِنْ عهدهِ يتنصُّلُ

شُهداءَ كانوا أوْ بِهِمْ روح الحيا
لا بُدَّ فيهِم ذِي النُّفوسُ تُعلَّلُ

عبد العزيزِ وأحمدٌ أوْ خالِدٌ
زهَّارُ واسماعيلُ ذاكَ الأوَّلُ

لَبِسُوا رِداء الموْتِ دونَ مهابَةٍ
ودِماهُمُ للْثَّوْبِ راحَ تُكلِّلُ

فَغَدا بِهِمْ ثوب المنيَّةِ مُخمَلاً
وَبِهِمْ تَباهى لَوْ علِمتَ المُخمَلُ

زهَّارُ فاهنأْ بالرًُّقيِّ إلى العُلا
واشْمَتْ بِقِرْنِكَ إنَّهُ كمْ يَسْفُلُ

وهنيَّة الأسَدُ الهَصُورُ على خُطَا
شيْخِ الرِّجالِ إذا يقولُ سَيَفعلُ

وأبو الولِيدِِ الطَّوْدُ في عليائِه
ياخالِداً لكَ قَدْ أضاء المشْعَلُ

ياسادةً ساروا على دربِ الأُلى
حملُوا لِواءَ جِهادِهِم واستبْسَلُوا

رفَضُوا المُحابا والتَّزَلُّفَ قَدْ أَبَوْا
وَتَعاهَدُوا , وعلى الإلهِ توكَّلُوا

يامنْ أضأتمْ بالسُّيُوفِ منائراً
وَبِكمْ سُيُوف المسلمين سَتُصقَلُ

أنتُمْ رَسَمتُمْ لِلْإباءِ طريقَهُ
فَزُهورُ عزِّ فِعالِكمْ لا تَذْبُلُ

أنتم سلكْتُمْ خيْرَ دربٍ في الحيا
وَدُرُوب منْ سَلَكَ الخَنَا تَتَزَلْزَلُ

ونهجْتُمُ نهجَ الَّذينَ قَضَوْا إلى
نَحْبِ الإلــهِ وفي الجِنانِ تجوَّلُوا

طوبى لكُمْ أنتُم بِها منْ ينْتَظِرْ
ولَأَنتُمُ في العَهْدِ مَنْ مابدَّلُوا

ياصَاحِبي هذي حماسُ فَلِمْ أرَى
لومَاً بِقَوْلِكَ ؟ لِمْ بِقَولِكَ تعذلُ؟

هذِي حماسُ العزُّ في أركانِها
والرُّكنُ ثَبْتٌ ليْسَ فيهِ تَخَلْخُلُ

فَبِها تَسامى كلُّ طَوْدٍ شامِخٍ
وَبِها تغنَّى لَوْ دَرَيْتَ البُلْبلُ

وَلِخَيْلِها في السَّاحِ ألفُ حِكايَةِ
كرٌّ , وفرٌّ , صعْدةٌ , وتَنَزُّلُ

تَصديرُها حَقَبٌ إذا أبصرتَهُ
فالخيْلُ في مِضْمارِها كمْ يهزُلُ

أحَماسُ إنِّي قَدْ رَأيْتُكِ قِبْلةً
وأتيْتُ أدعو عندَهَا وأُهلِّلُ

ولَّيْتُ وجهي شَطْرَ مجْدِكِ ساعةً
حتَّى أُجَوِّد آيَهُ وأُرتِّلُ

لبَّيْتُ ثُمْ صلَّيْتُ في محرابِها
علِّي بِثَوْبٍ منْ سَناها أرفُلُ

طِبْتُم وطابَ بِطيبِكمْ طيبُ الثَّرَى
والطِّيبُ ذاكَ تحوُّلاً لا يَقْبَلُ

ماقوْلَتِي إلاَّ الحَقِيقَةُ لُبُّها
وَبِها أُصرِّحُ , لسْتُ مِمَّنْ أوَّلُوا

إذْ ما يُقالُ لكلِّ عصْرٍ دولَةٌ
وَلَها رجَالٌ حينَ ذاكَ سَتكفَلُ

لا شكَّ أنتمْ هؤلاءِ بِعصرِنا
والقولُ حقٌّ ليْسَ فيهِ تقوُّلُ

طوبى لكُمْ فُزتُمْ بِها وأنا الَّذي
عنكُم وأيم اللَّهِ لا أتحوَّلُ ......

*شعـر, إبراهيــم أحمد دُغيـم
* جرجنـــــــــــاز
* الجمعــة : 2-5-2008م

abo-ezat1983@hotmail.com

من طرف صافي شوقي ضيف 16/02/10, 02:58 pm

وما من كاتبٍ إلا سيفنى *** ويَبقَى الدَّهرَ ما كتبت يداهُ
فلا تكتب بخطك غير شيءٍ *** يَسُرّك في القيامة أن تراهُ
بارك الله فيك و نفع الله بك و بكتاباتك المسلمين

من طرف **يامن الشامي** 16/02/10, 03:21 pm

الله يعطيك ألف عافية على ما أبدعتنا به

منتدى جرجناز الثورة

أحرف أموية

أحرف أموية

رد: أحرف أموية

رد: أحرف أموية