وصفة خاصة تجعلك قائدا

من طرف ابوحنين 12/09/09, 08:15 pm

وصفة خاصة تجعلك قائدا

شروق برس- 1/9/2009

وضع الداعية الإسلامي الدكتور طارق السويدان عدة نقاط اعتبرها خطوطا عريضة لصنع القادة كعنصر رئيسي تقوم عليه نهضة الأمة الإسلامية .

وقال السويدان في برنامجه اليومي" علمتني الحياة " الذي أذاعته فضائية الرسالة الاثنين " 31-8-2009 " : تأملت في مشكلات أمتنا وجدت أربعة مشكلات أساسية تعصف بها في هذه الفترة لو استطعنا أن نحلها ستنهض أمتنا ، وهي : التخلف فنحن أمة متخلفة في التعليم والسياسة والنواحي العسكرية والصحية عما وصلت إليه البشرية ، كما أننا امة غير فعالة وإنتاجها ضعيف على مستوى الأفراد والدول والمؤسسات ، ثم الأزمة الثالثة أزمة الفكر والهوية فلم نعد نحتفظ بفكرنا أو هويتنا إسلامية ولا صرنا غربيين أيضا ، والأزمة الرابعة هي أزمة القيادة في كل جوانب الحياة .

يضيف : تأملت أكثر فوجدت أنه لو وجدت قيادة صحيحة لحلت كل هذه المشاكل فهي عنصر جذري في تغيير الأمم ، وفي منهجية التغيير في المنظمات والدول لا يمكن أن نحاول أن نغير فقط من القاعدة دون أن يصل التغيير للقيادة - إما تغييرهم بالكامل أو تغيير عقلياتهم، فالقيادة مفصل أساسي وبدونها لا يمكن إحداث تغيير جذري .

وأشار إلى أن هناك نحو 2% من البشر قادة بالفطرة أعطاهم الله من القدرات والصفات ما يجعلهم قادة ، ومن أمثال هؤلاء سيدنا عمر بن العاص الذي قال سيدنا عمر بن الخطاب "ما ينبغي لعمرو أن يسير على الأرض إلا أميرا " ، ومن القادة بالفطرة علي بن أبى طالب وخالد بن الوليد ، وهناك نحو 96% إلى 98% من البشر ليسوا قادة بالفطرة لكن يستطيعوا اكتساب القيادة ، وهناك 1الى 2% لا يستطيعون اكتساب القيادة من أمثال هؤلاء سيدنا أبو ذر الغفاري الذي هو خامس من أسلم ومن أصدق الناس فلم يتولى أي منصب في زمن النبي والخلفاء الراشدين ، هو من أصدق الناس ولا يستطيع تعلم القيادة ، وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جاء يطلب القيادة " يا أبا ذر إنك امرؤ ضعيف " ، وهذا الأمر يشار إليه في حديث النبي صلى الله عليه وسلم " إنما الناس كالإبل المئة لا تكاد تجد فيه راحلة " أي التي تصبر على السفر الطويل .

معايير القيادة

وأوضح السويدان أن القيادة لا علاقة لها بالاقدمية فأبو ذر أقدم من خالد بن الوليد وعمرو بن العاص ، ولا ارتباط بين القيادة والعلم فأبو ذر أعلم من خالد بن الوليد ، والأمر الثالث أنه ليس هناك ارتباط بين القيادة والتقوى فلماذا الأتقى والأروع يتولى القيادة ؟ ، وقد سئل الإمام احمد حنبل رحمه الله أنقاتل مع القوى الفاجر أم مع الضعيف التقي " التقي تقواه لنفسه والفاجر فجره لنفسه وقوته للناس ، فقال " قاتلوا مع القوى الفاجر " ، فالذي لا يقود ليس بالضرورة أن يكون الأتقى ، فالقيادة هي القدرة على تحريك الناس نحو الهدف .
وأضاف الأمر الرابع أنه ليس هناك ارتباط بين القيادة والسن فأسامة بن زيد تولى الإمارة وعمره 18 سنة ، لذلك لما طعن الناس في إمارة أسامة لصغر سنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه أهل للإمارة كما كان أبوه ، وأشار السويدان إلى أنه لا يوجد ارتباط بين القيادة والجنس فليس صحيحا أن الرجل أقدر من المرأة على القيادة أو العكس .

وقال إذا كان الإنسان قائدا بالفطرة لابد أيضا من تدريبه وإثقال مهاراته، وإذا كان الإنسان ليس قائداً بالفطرة ويستطيع أن يتعلم ، فالتربية الفعالة هي المصدر الرئيسي للقيادة فلابد من تحويله من إنسان تافه إلى إنسان فعال عبر تغيير خمسة أمور : الأول تغيير القناعات الفكرية ، فما هي أفكاره وطموحاته وكيف يفهم الحياة ؟ ، والأمر الثاني تغيير الاهتمامات إذا كانت اهتماماته تافهة كيف يصنع منهم قادة ؟ ! ، والأمر الثالث تغيير المهارات ماذا يحسن وماذا يتقن ، فكلما زادت المهارات زادت الانجازات .
الأمر الرابع هو تغيير العلاقات و تغيير الأصحاب من تافهين إلى أصحاب طموح ، فمن السهل التأثر بهم ، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول " لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي " ، والأمر الخامس هو تغيير القدوة ، اتخذوا قدوات ولا تتخذوا قدوة .

بعد ذلك تأتى المرحلة الثانية نقل الإنسان من فعال إلى قيادي ومنها أركز على خمس أشياء أخرى هي : الرؤية المرشدة أي يعرف بالضبط ماذا يريد ، ثم التوازن بين الروح والمادة بالاهتمام بالعقل والإيمانيات والعلاقات والعاطفة و الاعتناء بالجسد ، والأمر الثالث المطلوب للقائد أن يحسن التعامل مع الناس ، والأمر الرابع التحكم أي يتحكم في وقته وتصرفاته ، والأمر الخامس معرفة الناس ليس فقط المعرفة العامة وإنما التحليل لأنماط الناس .

وأضاف :على هذه الصفات يمكن إضافة صفات أربع ليكون القائد إسلاميا هي : أن نعمق في نفس الشباب قضية الإيمان والتوحيد فيكون هدفه مرضات الله ويجعله سبحانه نصب عينيه ، ثم تعميق مفهوم الإتباع للمصطفى صلى الله عليه وسلم ، فعبد الله بن عمر بن الخطاب كان يحدث الناس في المسجد وكان ضمن الحضور سالم ابنه وقال عبد الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله " فسالم كان غيور وقال والله لمنعن لا يتخذونه دخلا ، فغضب عبد الله بن عمر وقال " أقول الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لا تمنعونهن ثم تقول امنعنهن , والله لا أكلمك ما حييت " ، وقاطع ابنه لأنه رفض الإتباع ولم يكلمه حتى مات ، وبالتالي أي كلام يتعارض مع كلام النبي صلى الله عليه وسلم سواء كان عادات أو تقاليد نتركه ، أما المبدأ الثالث للقائد الإسلامي فهو مبدأ التزكية وهي العلاقة مع الله والناس من أخلاق واستقامة فخير الناس أنفعهم للناس ، والمبدأ الرابع هو مبدأ الاستخلاف : نحن خلقنا الله لنحكم الأرض وفق منهج الله فيبنى على هذا أن الأرض كلها أرض المسلم ، والمسلم لا يعترف بالحدود أي يكون في ذهنه وحدة الأمة .

منتدى جرجناز الثورة

وصفة خاصة تجعلك قائدا

وصفة خاصة تجعلك قائدا