حديث في حق الجار

من طرف قمر طرابلس 06/10/09, 08:46 pm

4891- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِى أُوَيْسٍ قَالَ حَدَّثَنِى مَالِكٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ أَخْبَرَنِى أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِى اللَّهُ عَنْهَا عَنْ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا زَالَ يُوصِينِى جِبْرِيلُ بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ
الشرح:
حديث عائشة.
قوله: (أبو بكر بن محمد) أى ابن عمرو بن حزم، وعمرة هى أمه، والسند كله كوفيون، وفيه ثلاثة من التابعين فى نسق، وقد سمع يحيى بن سعيد وهو الأنصارى من عمرة كثيرا وربما دخل بينهما واسطة مثل هذا، وروايته عن أبى بكر المذكور من الأقران.
قوله: (ما زال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه) أى يأمر عن الله بتوريث الجار من جاره.
واختلف فى المراد بهذا التوريث فقيل: يجعل له مشاركة فى المال بفرض سهم يعطاه مع الأقارب، وقيل: المراد أن ينزل منزلة من يرث بالبر والصلة، والأول أظهر فإن الثانى استمر، والخبر مشعر بأن التوريث لم يقع.
ويؤيده ما أخرجه البخارى من حديث جابر نحو حديث الباب بلفظ"حتى ظننت أنه يجعل له ميراثا"وقال ابن أبى جمرة: الميراث على قسمين حسى ومعنوى، فالحسى هو المراد هنا، والمعنوى ميراث العلم، ويمكن أن يلحظ هنا أيضا فإن حق الجار على الجار أن يعلمه ما يحتاج إليه والله أعلم.
واسم الجار يشمل المسلم والكافر والعابد والفاسق والصديق والعدو والغريب والبلدى والنافع والضار والقريب والأجنبى والأقرب دارا والأبعد، وله مراتب بعضها أعلى من بعض، فأعلاها من اجتمعت فيه الصفات الأول كلها ثم أكثرها وهلم جرا إلى الواحد، وعكسه من اجتمعت فيه الصفات الأخرى كذلك، فيعطى كل حقه بحسب حاله، وقد تتعارض صفتان فأكثر فيرجح أو يساوى، وقد حمله عبد الله بن عمرو أحد من روى الحديث على العموم، فأمر لما ذبحت له شاة أن يهدى منها لجاره اليهودى، أخرجه البخارى فى"الأدب المفرد"والترمذى وحسنه، وقد وردت الإشارة إلى ما ذكرته فى حديث مرفوع أخرجه الطبرانى من حديث جابر رفعه"الجيران ثلاثة: جار له حق وهو المشرك له حق الجوار، وجار له حقان وهو المسلم له حق الجوار وحق الإسلام، وجار له ثلاثة حقوق مسلم له رحم له حق الجوار والإسلام والرحم"قال القرطبى: الجار يطلق ويراد به الداخل فى الجوار، ويطلق ويراد به المجاور فى الدار وهو الأغلب، والذى يظهر أنه المراد به فى الحديث الثانى لأن الأول كان يرث ويورث، فإن كان هذا الخبر صدر قبل نسخ التوريث بين المتعاقدين فقد كان ثابتا فكيف يترجى وقوعه؟ وإن كان بعد النسخ فكيف يظن رجوعه بعد رفعه؟ فتعين أن المراد به المجاور فى الدار.
وقال الشيخ أبو محمد بن أبى جمرة: حفظ الجار من كمال الإيمان، وكان أهل الجاهلية يحافظون عليه، ويحصل امتثال الوصية به بإيصال ضروب الإحسان إليه بحسب الطاقة كالهدية، والسلام، وطلاقة الوجه عند لقائه، وتفقد حاله، ومعاونته فيما يحتاج إليه إلى غير ذلك. وكف أسباب الأذى عنه على اختلاف أنواعه حسية كانت أو معنوية.
وقد نفى صلى الله عليه وسلم الإيمان عمن لم يأمن جاره بوائقه كما فى الحديث الذى يليه، وهى مبالغة تنبئ عن تعظيم حق الجار وأن إضراره من الكبائر.
قال: ويفترق الحال فى ذلك بالنسبة للجار الصالح وغير الصالح.
والذى يشمل الجميع إرادة الخير له، وموعظته بالحسنى، والدعاء له بالهداية، وترك الإضرار له إلا فى الموضع الذى يجب فيه الإضرار له بالقول والفعل، والذى يخص الصالح هو جميع ما تقدم، وغير الصالح كفه عن الذى يرتكبه بالحسنى على حسب مراتب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ويعظ الكافر بعرض الإسلام عليه ويبين محاسنه والترغيب فيه برفق، ويعظ الفاسق بما يناسبه بالرفق أيضا ويستر عليه زلله عن غيره، وينهاه برفق، فإن أفاد فبه وإلا فيهجره قاصدا تأديبه على ذلك مع إعلامه بالسبب ليكف، وسيأتى القول فى حد الجار فى " باب حق الجوار"قريبا انتهى ملخصا.

من طرف الشاعر النعيمي 07/10/09, 06:09 am

جزيتِ خيراً يا قمر المنتدى على المشاركات المتميزة
ولكن أسألك يا أختي ما هي المسافة التي يمكن لها أن تفصل بين أبعد جارين ؟ أي ما حد ذلك
هل هو وصول الصوت كما سمعت؟

من طرف قمر طرابلس 07/10/09, 09:55 am

اخي طارق المسافة التي يمكن لها ان تفصل بين الجارين ليس وصول الصوت وانما تجاهل وصول الصوت والاقتناع بعدم سماعه فكم من جار قريب بالسكن بعيد بالصوت والعمل الصالح حتى الدعاء والله اعلم

من طرف **maya** 07/10/09, 10:35 am

بارك الله بك اخت قمر طرابلس
ولكن للاسف احيانا تصادفين جيران لا يكلموكي الا لمصلة لهم وعندما تنقضي مصلحتهم يمرو وكأنهم لا يعرفوكي

من طرف قمر طرابلس 07/10/09, 10:53 am

صدقتي اخت مايا وللأسف على هذا الزمن جزاك الله خيرا عزيزتي

منتدى جرجناز الثورة

حديث في حق الجار

حديث في حق الجار

رد: حديث في حق الجار

رد: حديث في حق الجار

رد: حديث في حق الجار

رد: حديث في حق الجار