العمل في خدمة القرآن الكريم

من طرف ابوحنين 11/09/09, 01:36 pm

العمل في خدمة القرآن الكريم

إن العمل في مجال تحفيظ القرآن الكريم – تعليماً وتعلماً – واجب ديني، وفرض شرعي على جميع أمة محمد r كل على حسبه، وقدر استطاعته، قال الله تعالى : ] كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب [ ، وقد أباح سبحانه لنبيه r فضيلة بيان القرآن الكريم فبينه بقوله وفعله وتقريره.

فكثير من الأحكام جاءت مجملة في كتاب الله وبينها r ففي القول مثلا: بيانه عليه الصلاة والسلام لعدد ركعات الصلاة في الرواتب والسنن وأوقات كل ذلك، وأخبر عليه الصلاة والسلام بالواجب في الزكاة وبين الأموال التي تجب فيها الزكاة، كما بين البيوع التي يقع فيها الربا والبيوع التي لا ربا فيها ... .إلخ .

وفي الفعل مثلا : خشوعه في الصلاة، والأمر بالصلاة كما يصلي عليه الصلاة والسلام، وكقوله عليه الصلاة والسلام ـ في الحج ـ: خذوا عني مناسككم.

وفي التقرير مثلا: إقراره عليه الصلاة والسلام كل من قدم فعلا من أفعال الحج يوم النحر تاركا للترتيب وجاهلا بالجواز؛ حيث قال للجميع: افعل ولا حرج، وكما أباح الأكل مما تعافه نفسه وامتنع هو من أكله؛ كما أُكِل الضب على مائدته r قال الله تعالى مبينا تمكين نبيه r من التبيان الكامل لكتابه العزيز : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ () بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) ()، وقال تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا) ().

وقد ورد عن النبي r بيان مكانة حامل القرآن المتقن لقراءته حيث قال: ( مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران )().

وقد قسم النبي r الناس بالنسبة لحفظهم للقرآن الكريم وعدمه، ومدى انتفاعهم بالقرآن الكريم وبين فضلهم ومكانتهم بين الناس فقال r : ( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر )().

ويوم القيامة يكون لحافظ القرآن شأن كبير يقول r : ( يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها ).

ولاشك أن الله سبحانه قد تعهد بحفظ كتابه فقال: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)()، قال الطبري ـ رحمه الله ـ: يقول تعالى ذكره: (إنا نحن نزلنا الذكر) وهو القرآن، (وإنا له لحافظون) قال: وإنا للقرآن لحافظون من أن يزاد فيه باطل ما ليس منه، أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه وحدوده وفرائضه.

أقول: ومعنى هذا الحفظ عند السلف ـ رحمهم الله ـ متيقن لا يدخله أدنى شك أو ظن، وعلى هذا سار الناس سلفا وخلفا من أهل الحق، حتى جاء أهل البدعة من الروافض وأمثالهم، فبدأوا يتلمسون ـ غواية وتضليلا ـ ما يزعمون أنه يدل على خلاف معنى هذه الآية، وعلى مثل هذه الإفتراءات اعتمد أعداء الإسلام من المستشرقين في الطعن في حفظ الله للقرآن الكريم.

وقد أمر الله نبيه عليه الصلاة والسلام بالاستمساك بالقرآن الكريم، وبين أن سيره على هذا النهج السوي سير على الصراط المستقيم، قال تعالى: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)().

وجعله الله فخرا وعزا لمن أنزله عليه صلى الله عليه وسلم ولجميع أمته ـ من عاصره منهم ومن جاء بعدهم إلى يوم الدين ـ، فقال سبحانه: (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ)().

والمدرس ينوب في عمله عن النبي r في التعليم، وفي أداء الرسالة وتبيين الأمانة التي تحملها؛ كما تحملها عليه الصلاة والسلام، ولا شك أن النائب ـ غالبا ـ يأخذ معظم الأمور التي تجب على من ينوب عنه، كما أنه يكون له من الغنم ما يتناسب مع الأمانة التي يحملها، وقد جاء عنه عليه الصلاة والسلام عن أبي الرداء t قال: سمعت رسول الله r يقول: (من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر)().

قال ابن حبان: قال أبو حاتم رضي الله عنه: في هذا الحديث بيان واضح أن العلماء الذين لهم الفضل الذي ذكرنا هم الذين يعلمون علم النبي r دون غيره من سائر العلوم ألا تراه يقول العلماء ورثة الأنبياء، والأنبياء لم يورثوا إلا العلم، وعلم نبينا r سنته، فمن تعرى عن معرفتها لم يكن من ورثة الأنبياء().

من طرف **مجاهد البانياسي** 14/09/09, 07:15 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والله أخي ابو حنين هذا من أهم المواضيع ولا رايت ما تكره حياك الله وبياك وعنا الخير جزاك أخوك مجاهد البانياسي

منتدى جرجناز الثورة

العمل في خدمة القرآن الكريم

العمل في خدمة القرآن الكريم

رد: العمل في خدمه القرآن الكريم