فقط للبنات الصبايا

01-09-2008 01:43 AM


--------------------------------------------------------------------------------



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده :
كلمات .. لو كنت أرسلها لأحد لأرسلتها لأختي .. لأمي .. لخالتي لعمتي .. لأنني أحبهم جميعاً ,,, وبعد :
فحقاً لست أشعر بالسعادة إلا حينما أرى الناس حولي سعداء .. وأبذل جهدي ليكونوا ويبقوا سعداء ... ولذلك كتبت ما هنا لاعتقادي بأنه جالب للسعادة ولعل قارئي من الذين أراد الله لهم السعادة فله الحمد والمنة ...
وهذا ما كنت أنت تنتظرينه ... سأحاول أن أكشف لك ما استتر عنك .. وسأبذل جهدي لأرسم أمامك الصورة بجلاء ووضوح ... ولو فاتني شيء كعادة الإنسان , فسأكون بإذن الله سعيداً حينما يصل إليك .. مني أو من غيري ... فالمصلح الحقيقي هو من يسعد إذا رأى حوله من يزاحمه في دعوة الإصلاح ...
وكنتيجة بديهية للحب والحنو الإشفاق الذي أكنُّه لمن حولي , فقد سطرت كلامي هذا , فعندما يتدفق القلب بالحب يتفتق القلم عن بيان يخرج من القلب ليحل في أعماق وجدان المقصود من ذلك البيان .
ومن البداية ...
فعندما نمت ونشأت تلك الفتاة الجميلة نظرت حولها لتجد من هم في مثل سنها يتزينَّ ويخرجن دون أن يربكن أنفسهن كغيرهن بما يسمى بالحجاب ...ولظنها أن الأمر بسيطاً لم تجد أي مبرر فقط لتفكر بمجرد منطقية مخالفة أقرانها ... وبذلك عملت كغيرها وخرجت (( بلا حجاب )) .
وبعد مخالطتها من خارج بيتها رأت من ترتدي الحجاب وهنا لنا وقفة ... سألت فتاتنا نفسها : لماذا لا أرتدي الحجاب أو تخلعه هي ؟ لماذا الحجاب أصلاً ؟ ماذا يمنعنا من أن نكون بزي ولباس واحد ؟ ما الذي يعنيه لها الحجاب ؟من أين استمدت منطقية لباسه ؟
هذا السؤال هو بداية الطريق الذي أظنك بدأت منه أو لربما كان إنسان فاتحك بموضوع الحجاب وتوصلت لتلك الأسئلة التي لك جوابها .
فالسؤال الأول جوابه في طرحه .. ذلك أنه لو كانت من طرح السؤال أخذت موقفها من الحجاب وعملها من قناعة شخصية وبرهان واضح ودليل داحض وليس من مجرد تقليد أو هوى أو عدم مبالاة أو لعدم الانتباه لهذا الموضوع , لو كان كذلك لما طرحت هذا السؤال .. فلو أنها تركت الحجاب عن قناعة وبرهان ودليل , لم تتساءل أو تفترض نفسها بيوم من الأيام مرتدية الحجاب . لكن بسبب أن الأمر كان دون دليل حق واضح صادح , تركت لنفسها مجالاً أن تفترض نفسها مرتدية الحجاب بيوم من الأيام ...والعكس صحيح ...
وأما لماذا الحجاب ... فليكن جوابي لك بمخاطبتي يقين عقلك أولاً وإيمانك ثانياً لأزيد الحجة منطقية ووضوحاً ...
فعندما نظرت بالكون الذي نحن جزء منه والجزء يتبع الكل دائماً وينساق لقوانينه رأيت الأرض استترت بغلافها الجوي .. ورأيت أجمل الغزلان سترت جلدها بصوفها .. وعندما نظرت للنبات رأيت الثمرة التي هي فائدة النبات ولأجلها كان النبات استترت بقشرتها لتحمي نفسها من العطب وآفات محيطها ... وأخيراً أبصر سلك الكهرباء فأجده استتر بعازل ولو انكشف جزء منه لسبب صاعقة ودمار .. فكيف بك .. سأترك لك باقي المعاني فاللبيب من الإشارة يفهم ...
وبمخاطبتي يقين إيمانك الذي منه وفيه ألتقي معك أرى ما يلي لعلك تريه معي اليوم :
فقدوة الجميع زوجات النبي المختار صلى الله عليه وسلم كنَّ مستترات محتجبات ممتثلات لقول الحق تبارك وتعالى (( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ... ))الأحزاب59.
وقوله تعالى (( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة ..)) الأحزاب33.
والبنت زينة و جمال البشر في النساء كما نسب الله في كتابه الزينة لهن وبذات الوقت أمر أن يخفين هذه الزينة فالوردة تختفي رائحتها عندما يشتمها الكثير .. والهدية المغلفة أهيب في النفوس .. والجوهرة المصونة لها مكان بالأفئدة لذا قال سبحانه (( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن ...))النور31
والسؤال الثالث جوابه في ما هو أكبر منه , حيث أن الحق والباطل يتصارعان أبداً وليست هذه هي أولى اختلافات الناس ولا آخرها .. دعيني أوضح لك .. فالبشر اختلفوا حتى في وجود الله عز وجل !
والسؤال التالي : فالحجاب ليس قطعة قماش كما نراه , إنه قيم ودين وعقيدة وعفة وخصوصية ووفاء وولاء وو.... فهو قيم لمن اقتنعت به بدليلها الواضح فهي لا تتركه لأن التخلي عنه بالنسبة لها تخلي عن القيم ..
وهو دين لأن الذي أمر به هو الله وهو دين لأن الدين ألزمنا به ولأننا ألزمنا أنفسنا بالدين فمجرد قولي (( ديني الإسلام)) أي أنا أدين بالإسلام وكلمة (( أدين )) بالعربية أي ألتزم ولذلك هو عقيدة أيضاً .
وهو عفة بأن التي لا تتحجب قد تكون عفت نفسها من المس أو ما تلاه بينما المحجبة عفت نفسها حتى من النظر إليها ... وهنا توجد مفارقة (( فلا تستغربي أخيتي حين أقول لك وأحذرك من أن تكوني من الفريق الذي عف نفسه عن النظر لكنها أباحت ما سواه فهناك من احتجبت بوضعها قطعة قماش فقط ولا يعنيه لها ما ذكرته ذلك لأنها وضعته بلا قناعة كما وضحت بجواب السؤال الأول )).
وهو خصوصية تخص ما تستره تحته لذلك المحبب للقلب أو المقرب بالنسب فهي وردة تفوح عطرها لأناس مخصوصين ...لذا فهو وفاء وولاء أيضاً .
وأما السؤال الأخير فلعلي أجبت عنه بسابق كلامي ولو أعدت القراءة ستجدين الجواب ...
وبعد ذلك فأتمنى عليك بعد أن منَّ الله عليك بأن أوصلك لهذا أن توصلي غيرك لما وصلت إليه , أي أن تنشري دعوتك للحجاب بين من تحبينه , ولا تحزني من كلمات قد تردد عليك ممن ينتقدون الحجاب لأني أتوقع أن تواجهي هذا فلعل وصية الله بقوله في سورة آل عمران تكفيك (( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون )) وقوله بسورة الفرقان (( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا – يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلاناً خليلاً – لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولاً)) . ولأختم بالآية الكريمة (( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم )) الأحزاب .. أي أن ما يفرضه الله على المؤمنين ليس باختيارهم تركه أو فعله بل ما يقضيه تعالى بالأمر أو النهي يجب الاستجابة له ... واعلمي (( وراء كل رجل عظيم .. امرأة عظيمة )) فكوني هي ...

وختاماً ,, فأتمنى أن لا تتردي بسؤال أو استفسار أو مساعدة فالمؤمنون إخوة ... وحتى لو لم ترتدي الحجاب لا قدر الله فأتمنى توضيح السبب أو توضيح سبب الارتداء .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..






--------------------------------------------------------------------------------
الموضوع الأصلي موجود في

ملتقى طلاب الجامعة