منتدى جرجناز الثورة
السلام عليكم اهلا وسهلا بكم في منتداكم منتدى جرجناز الثورة من جرجناز لخدمة الأمــة الإسلامية جمعاء
لا تكن بخيلاً بالصلاة عليه
مواضيع مماثلة
زوار الموقع
.: عدد الزوار من تاريخ 14/2/2010 :.
المواضيع الأخيرة
دخول
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 57 بتاريخ 21/11/24, 08:59 am
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
الوراق الأثري | ||||
maya | ||||
الشاعر النعيمي | ||||
أبو أسامة | ||||
قمر طرابلس | ||||
ahlam | ||||
الحياة | ||||
صافي شوقي ضيف | ||||
مجاهد البانياسي | ||||
يامن الشامي |
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 377 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو algaryb فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 10562 مساهمة في هذا المنتدى في 2557 موضوع
جورج و العيد!!؟؟
06/01/10, 04:22 pm من طرف عاشقة الجنه
جورج رجل أمريكي تجاوز الخمسين من عمره
يعيش في واشنطن مع زوجته وابنه وابنته
لمّا أقبل شهر ذي الحجة
بدأ جورج وزوجته وأولاده يتابعون الأخبار
لمعرفة يوم دخول شهر ذي الحجة
فالزوج يستمع للإذاعات ،
والزوجة تتابع القنوات …
يعيش في واشنطن مع زوجته وابنه وابنته
لمّا أقبل شهر ذي الحجة
بدأ جورج وزوجته وأولاده يتابعون الأخبار
لمعرفة يوم دخول شهر ذي الحجة
فالزوج يستمع للإذاعات ،
والزوجة تتابع القنوات …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 4
فوائد من قوله تعالى واتموا الحج والعمرة لله -من كلام ابن عثيمين رحمه الله-
صفحة 1 من اصل 1
فوائد من قوله تعالى واتموا الحج والعمرة لله -من كلام ابن عثيمين رحمه الله-
[size=21]قال رحمه الله في تفسير قوله تعالى :
{)وَأَتِمُّوا
الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ
مِنَ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ
مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ
فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ
فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ
الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ
وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ
لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (البقرة:196)
التفسير:
{ 196 }
قوله تعالى: { وأتموا الحج والعمرة لله } أي ائتوا بهما تامتين؛ وهذا يشمل
كمال الأفعال في الزمن المحدد، وكذلك صفة الحج، والعمرة - أن تكون موافقة
تمام الموافقة لما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم به واللام في قوله
تعالى: { لله } تفيد الإخلاص - يعني مخلصين لله عز وجل ممتثلين لأمره -.
قوله تعالى: { فإن
أحصرتم } أي منعتم عن إتمامها { فما استيسر } أي فعليكم ما تيسر من الهدي؛
وزيادة الهمزة، والسين للمبالغة في تيسر الأمر؛ و{ من الهدي } أي الهدي
الشرعي؛ فـ«أل» فيه للعهد الذهني؛ والهدي الشرعي هو ما كان ثنياً مما سوى
الضأن؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تذبحوا إلا مسنَّة إلا إن تعسر
عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن»(176)؛ وهذا النهي يشمل كل ما ذبح تقرباً إلى
الله عز وجل من هدي، أو أضحية، أو عقيقة.
قوله تعالى: { ولا
تحلقوا رؤوسكم } أي لا تزيلوها بالموسى { حتى يبلغ الهدي محله }: «محل»
يحتمل أن تكون اسم زمان؛ والمعنى: حتى يصل إلى يوم حلوله - وهو يوم العيد
-؛ وثبتت السنة بأن من قدّم الحلق على النحر فلا حرج عليه(177)؛ ويحتمل أن
المعنى: حتى يذبح الهدي؛ وتكون الآية فيمن ساق الهدي؛ ويؤيد هذا أن النبي
صلى الله عليه وسلم سئل ما بال الناس حلوا ولم تحل؟ فقال صلى الله عليه
وسلم: «إني لبدت رأسي وقلدت هديي فلا أحل حتى أنحر»(178).
قوله تعالى: { فمن كان
منكم مريضاً } أي واحتاج إلى حلق الرأس؛ { أو به أذًى من رأسه } وهو صحيح،
كما لو كان الرأس محلاً للأذى، والقمل، وما أشبه ذلك؛ { ففدية } أي فعليه
فدية يفدي بها نفسه من العذاب { من صيام أو صدقة أو نسك }؛ { أو } هنا
للتخيير؛ وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن «الصيام» ثلاثة أيام(179)،
وأن «الصدقة» إطعام ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع(4)؛ وأما «النسك» فهو
ذبح شاة(4)؛ وهذه الجملة قد حذف منها ما يدل عليه السياق؛ والتقدير: فمن
كان منكم مريضاً، أو به أذًى من رأسه، فحلق رأسه فعليه فدية.
{ فإذا أمنتم } أي من العدو - يعني فأتموا الحج والعمرة - .
ثم فصّل الله عز وجل
المناسك فقال: { فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي } أي فمن
أتى بالعمرة متمتعاً بحله منها بما أحل الله له من محظورات الإحرام { إلى
الحج } أي إلى ابتداء زمن الحج؛ وهو اليوم الثامن من ذي الحجة { فما
استيسر من الهدي } أي فعليه ما استيسر من الهدي شكراً لله على نعمة
التحلل؛ ويقال في هذه الجملة ما قيل في الجملة التي سبقت في الإحصار.
قوله تعالى: { فمن لم
يجد } أي فمن لم يجد الهدي، أو ثمنه { فصيام ثلاثة أيام } أي فعليه صيام
ثلاثة أيام { في الحج } أي في أثناء الحج، وفي أشهره.
قوله تعالى: { وسبعة إذا رجعتم } أي إذا رجعتم من الحج بإكمال نسكه، أو إذا رجعتم إلى أهليكم.
قوله تعالى: { تلك عشرة كاملة } للتأكيد على أن هذه الأيام العشرة وإن كانت مفرقة فهي في حكم المتتابعة.
قوله تعالى: { ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام }، أي ذلك التمتع الموجب للهدي.
وقوله تعالى: { أهله
}: قيل: المراد به نفسه - أي لمن لم يكن حاضراً المسجد الحرام - ؛ وقيل:
المراد بـ «الأهل» سكنه الذي يسكن إليه من زوجة، وأب، وأم، وأولاد، وما
أشبه ذلك؛ فيكون المعنى: ذلك لمن لم يكن سكنه حاضري المسجد الحرام؛ وهذا
أصح؛ لأن التعبير بـ «الأهل» عن النفس بعيد؛ ولكن { أهله } أي الذين يسكن
إليهم من زوجة، وأب، وأم، وأولاد هذا هو الواقع.
وقوله تعالى: { حاضري
المسجد الحرام } المراد به مسجد مكة؛ و{ الحرام } صفة مشبهة بمعنى ذي
الحرمة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وقد عادت حرمتها اليوم
كحرمتها بالأمس»(180)؛ وحرمة المسجد الحرام معروفة من وجوه كثيرة ليس هذا
موضع ذكرها.
واختلف في المراد بـ{
حاضري المسجد الحرام } فقيل: هم أهل الحرم - يعني: من كانوا داخل حدود
الحرم - ؛ فمن كان خارج حدود الحرم فليسوا من حاضري المسجد الحرام؛ وروي
هذا عن ابن عباس، وجماعة من السلف، والخلف؛ وقيل: حاضرو المسجد الحرام أهل
المواقيت، ومن دونهم؛ وعلى هذا فأهل بدر من حاضري المسجد الحرام؛ لأنهم
دون المواقيت؛ وأهل جدة من حاضري المسجد الحرام؛ لأنهم دون المواقيت؛
وقيل: حاضرو المسجد الحرام أهل مكة، ومن بينهم وبين مكة دون مسافة القصر؛
وهي يومان؛ وعلى هذا فأهل جدة، وأهل بدر ليسوا من حاضري المسجد الحرام؛
وأهل بحرة - وهي بلدة دون جدة - على هذا القول يكون أهلها من حاضري المسجد
الحرام؛ لأنهم داخل المسافة؛ وأهل الشرائع من حاضري المسجد الحرام؛
والأقرب القول الأول أن حاضري المسجد الحرام هم أهل الحرم؛ وأما من كان من
غير أهل الحرم فليسوا من حاضريه؛ بل هم من محل آخر؛ وهذا هو الذي ينضبط.
قوله تعالى: { واتقوا الله } أي الزموا تقوى الله عز وجل؛ وذلك بفعل أوامره، واجتناب نواهيه.
قوله تعالى: { واعلموا
أن الله شديد العقاب } أي شديد المؤاخذة، والعقوبة لمن لم يتقه تبارك
وتعالى؛ وسميت المؤاخذة عقاباً؛ لأنها تأتي عقب الذنب.
الفوائد:
1 - من فوائد الآية:
وجوب إتمام الحج، والعمرة؛ وظاهر الآية أنه لا فرق بين الواجب منهما، وغير
الواجب؛ ووجه هذا الظاهر: العموم في قوله تعالى: { وأتموا الحج والعمرة }؛
فيكون شاملاً للفريضة، والنافلة؛ ويؤيده أن هذه الآية نزلت قبل فرض الحج؛
لأن الحج إنما فرض في السنة التاسعة في قوله تعالى: {ولله على الناس حج
البيت من استطاع إليه سبيلاً} [آل عمران: 97] ؛ السنة التي يسميها العلماء
سنة الوفود.
2 - ومن فوائد الآية: أن العمرة، والحج سواء في وجوب إتمامهما؛ لقوله تعالى: { الحج والعمرة }.
3 - ومنها: أنه لا
تجوز الاستنابة في شيء من أفعال الحج، والعمرة؛ فلو أن أحداً استناب شخصاً
في أن يطوف عنه، أو أن يسعى عنه، أو أن يقف عنه بعرفة، أو أن يقف عنه
بمزدلفة، أو أن يرمي عنه الجمار، أو أن يبيت عنه في منى فإنه حرام؛ لأن
الأمر بالإتمام للوجوب؛ فيكون في ذلك رد لقول من قال من أهل العلم: إنه
تجوز الاستنابة في نفل الحج، وفي بعضه: أما الاستنابة في نفل الحج - كل
النسك - فهذا له موضع آخر؛ وأما في بعضه فالآية تدل على أنها لا تصح.
4 - ومن فوائد الآية:
الحذر مما يفعله بعض الناس الآن من التساهل في رمي الجمرات، حيث إنهم
يوكلون من يرمي عنهم بدون عذر مخالفة لقوله تعالى: { وأتموا الحج والعمرة
لله }؛ وعليه فلا يصح رمي الوكيل حينئذ؛ لقوله (صلى الله عليه وسلم): «من
عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد»(181) أي مردود عليه؛ أما إذا كان لعذر
كالمريض، والخائف على نفسه من شدة الزحام إذا لم يكن وقت آخر للرمي يخف
فيه الزحام فلا بأس أن يستنيب من يرمي عنه؛ ولولا ورود ذلك عن الصحابة
لقلنا: إن العاجز عن الرمي بنفسه يسقط عنه الرمي كسائر الواجبات، حيث تسقط
بالعجز؛ ويدل لعدم التهاون بالتوكيل في الرمي أن النبي صلى الله عليه وسلم
لم يأذن لسودة بنت زمعة أن توكل؛ بل أمرها أن تخرج من مزدلفة، وترمي قبل
حطمة الناس(182)؛ ولو كان التوكيل جائزاً لمشقة الزحام لكان الرسول صلى
الله عليه وسلم يبقيها معه حتى تدرك بقية ليلة المزدلفة، وتدرك صلاة الفجر
فيها، وتدرك القيام للدعاء بعد الصلاة؛ ولا تُحْرَم من هذه الأفعال؛ فلما
أذن لها في أن تدفع بليل عُلم بأن الاستنابة في الرمي في هذا الأمر لا
يجوز؛ وكذلك لو كان جائزاً لأذن للرعاة أن يوكلوا، ولم يأذن لهم بأن يرموا
يوماً، ويدعوا يوماً.
5- ومن فوائد الآية:
وجوب الإخلاص لله؛ لقوله تعالى: { وأتموا الحج والعمرة لله } يعني أتموها
لله لا لغيره؛ لا تراعوا في ذلك جاهاً، ولا رتبة، ولا ثناءً من الناس.
6- ومنها: أن الحج،
والعمرة يخالفان غيرهما في وجوب إتمام نفلهما؛ لقوله تعالى: { وأتموا }؛
والأمر للوجوب؛ ويدل على أنه للوجوب قوله تعالى: { فإن أحصرتم فما استيسر
من الهدي }، حيث أوجب الهدي عند الإحصار؛ أما غيرهما من العبادات فإن
النفل لا يجب إتمامه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أهله ذات يوم
فقال: «هل عندكم شيء؟ قالوا: نعم، حيس؛ قال: أرينيه؛ فلقد أصبحت صائماً؛
فأكل»(183)؛ لكن يكره قطع النفل إلا لغرض صحيح - كحاجة إلى قطعه، أو
انتقال لما هو أفضل منه -.
7- ومن فوائد الآية:
أنه إذا أحصر الإنسان عن إتمام الحج والعمرة فله أن يتحلل؛ ولكن عليه
الهدي؛ لقوله تعالى: { فإن أحصرتم فما استيسر من الهدى }.
8- ومنها: أن الله
تعالى أطلق الإحصار، ولم يقيده؛ لقوله تعالى: { فإن أحصرتم }؛ لأن الفعل
لو بُني للفاعل، وذُكر الفاعل اختص الحكم به؛ فإذا قلت مثلاً: «أقام زيد
عمراً» صار المقيم زيداً؛ وإذا قلت: «أقيم عمرٌو» صار عاماً؛ فظاهر الآية
شمول الإحصار لكل مانع من إتمام النسك؛ فكل ما يمنع من إتمام النسك فإنه
يجوز التحلل به، وعليه الهدي؛ أما الإحصار بالعدو فأظنه محل إجماع فيتحلل
بالنص، والإجماع؛ النص: تحلل الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديبية(184)؛
والإجماع: لا نعلم في هذا مخالفاً؛ وأما الحصر بغير عدو، كمرض، أو كسر، أو
ضياع نفقة، أو ما أشبه ذلك مما لا يستطيع معه إتمام الحج، والعمرة؛ فإن
العلماء اختلفوا في ذلك؛ فمنهم من قال: إنه لا يتحلل، ويبقى محرماً حتى
يزول المانع؛ ومنهم من قال: إنه يتحلل، كالحصر بالعدو؛ حجة الأولين: أن
الله تعالى قال: { فإن أحصرتم }؛ والآية نزلت في شأن قضية الحديبية؛ وهم
قد أحصروا بعدو؛ فيكون الحصر هنا خاصاً بالعدو؛ ودليل آخر: يقولون: ضباعة
بنت الزبير لما جاءت تشتكي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أنها مريضة،
وأنها تريد الحج قال لها: «حجي واشترطي»(185)؛ فلو كان الإحصار بالمرض
مبيحاً للتحلل ما احتيج إلى اشتراط؛ فكانت تدخل في النسك، وإذا عجزت
تحللت؛ وأجاب القائلون بأن الحصر عام بحصر العدو وغيره بأن الآية مطلقة: {
فإن أحصرتم }؛ لم تقيد بحصر العدو؛ والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب؛
لأن العلة في جواز التحلل بحصر العدو عدم القدرة على إتمام النسك؛ وهذا
حاصل بالحصر بغير العدو؛ والشرع لا يفرق بين متماثلين؛ وأجابوا عن حديث
ضباعة بأن يقال: إن الفائدة من حديث ضباعة أنه إذا حصل مرض يمنع من إتمام
النسك فإنها تتحلل بلا شيء؛ وأما إذا لم تشترط فإنها لا تتحلل إلا بدم؛
وحينئذ تظهر فائدة اشتراط من خاف أن يعوقه مرض، أو نحوه عن إتمام النسك؛
والفائدة هي أنه لا يجب عليه الهدي لو تحلل بهذا الحصر؛ والصواب القول
الثاني: أن الإحصار يكون بالعدو، وبغيره.
فإن قال قائل: إن قوله تعالى في سياق الآية: { فإذا أمنتم } يشير إلى أن الإحصار المذكور بعدو؟
فالجواب:
أن ذكر بعض أفراد العام بحكم يوافق العام لا يقتضي التخصيص، كما هو قول
المحققين من أهل أصول الفقه، وغيرهم؛ ونظير ذلك حديث جابر رضي الله عنه:
«قضى النبي صلى الله عليه وسلم بالشفعة في كل ما لم يقسم؛ فإذا وقعت
الحدود وصرفت الطرق فلا شفعة»(186)؛ فإن قوله: «فإذا وقعت الحدود...» الخ
لا يستلزم اختصاص الشفعة بما له حدود، وطرق؛ بل الشفعة ثابتة في كل مشترك
على القول الراجح.
9- ومن فوائد الآية: وجوب الهدي على من أحصر؛ لقوله تعالى: { فما استيسر من الهدي }.
10- ومنها: أن من
تعذر، أو تعسر عليه الهدي فلا شيء عليه؛ لقوله تعالى: { فما استيسر من
الهدي}؛ ولم يذكر الله بديلاً عند العجز؛ وقال بعض أهل العلم: إنه إذا لم
يجد هدياً صام عشرة أيام، ثم حلّ - قياساً على هدي التمتع -؛ ولكن هذا
القياس ليس بصحيح من وجهين:
الوجه الأول: أنه مخالف لظاهر الآية؛ لأن الله لم يذكر بديلاً للهدي.
الوجه الثاني: أن تحلل المتمتع تحلل اختياري؛ وأما المحصر فتحلله اضطراري.
11 - ومن فوائد الآية:
أنه لا يجب على المحصر الحلق عند التحلل؛ لأن الله سبحانه وتعالى لم
يذكره؛ وهو أحد القولين في المسألة؛ والقول الثاني: وجوب الحلق؛ لثبوته
بالسنة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر به، وغضب على الصحابة حين
تأخروا في تنفيذه(187)؛ ولا يغضب النبي صلى الله عليه وسلم لترك مستحب؛ لا
يغضب إلا لترك واجب.
12 - ومنها: أن المحصر
لا يجب عليه القضاء؛ لأن الله سبحانه وتعالى لم يذكره؛ ولو كان القضاء
واجباً لذكره الله عز وجل؛ وهذا يشمل من حصر في فريضة؛ ومن حصر في نافلة؛
لكن الفريضة إذا حصر عن إتمامها يلزمه فعلها بالخطاب الأول؛ لا على أنه
بدل عن هذه التي أحصر عنها؛ فمثلاً رجلاً شرع في حج الفريضة، ثم أحصر عن
إتمامها، فذبح الهدي، وتحلل؛ فيجب الحج عليه بعد ذلك؛ لكن ليس على أنه
قضاء؛ لكن على أنه مخاطب به في الأصل؛ وتسمية العمرة التي وقعت بعد صلح
الحديبية عمرة القضاء ليست لأنها قضاء عما فات؛ ولكنها من «المقاضاة» -
وهي المصالحة -
؛ ولذلك لم يأت بها كل من تحلل من عمرة [/size]
{)وَأَتِمُّوا
الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ
مِنَ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ
مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ
فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ
فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ
الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ
وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ
لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (البقرة:196)
التفسير:
{ 196 }
قوله تعالى: { وأتموا الحج والعمرة لله } أي ائتوا بهما تامتين؛ وهذا يشمل
كمال الأفعال في الزمن المحدد، وكذلك صفة الحج، والعمرة - أن تكون موافقة
تمام الموافقة لما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم به واللام في قوله
تعالى: { لله } تفيد الإخلاص - يعني مخلصين لله عز وجل ممتثلين لأمره -.
قوله تعالى: { فإن
أحصرتم } أي منعتم عن إتمامها { فما استيسر } أي فعليكم ما تيسر من الهدي؛
وزيادة الهمزة، والسين للمبالغة في تيسر الأمر؛ و{ من الهدي } أي الهدي
الشرعي؛ فـ«أل» فيه للعهد الذهني؛ والهدي الشرعي هو ما كان ثنياً مما سوى
الضأن؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تذبحوا إلا مسنَّة إلا إن تعسر
عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن»(176)؛ وهذا النهي يشمل كل ما ذبح تقرباً إلى
الله عز وجل من هدي، أو أضحية، أو عقيقة.
قوله تعالى: { ولا
تحلقوا رؤوسكم } أي لا تزيلوها بالموسى { حتى يبلغ الهدي محله }: «محل»
يحتمل أن تكون اسم زمان؛ والمعنى: حتى يصل إلى يوم حلوله - وهو يوم العيد
-؛ وثبتت السنة بأن من قدّم الحلق على النحر فلا حرج عليه(177)؛ ويحتمل أن
المعنى: حتى يذبح الهدي؛ وتكون الآية فيمن ساق الهدي؛ ويؤيد هذا أن النبي
صلى الله عليه وسلم سئل ما بال الناس حلوا ولم تحل؟ فقال صلى الله عليه
وسلم: «إني لبدت رأسي وقلدت هديي فلا أحل حتى أنحر»(178).
قوله تعالى: { فمن كان
منكم مريضاً } أي واحتاج إلى حلق الرأس؛ { أو به أذًى من رأسه } وهو صحيح،
كما لو كان الرأس محلاً للأذى، والقمل، وما أشبه ذلك؛ { ففدية } أي فعليه
فدية يفدي بها نفسه من العذاب { من صيام أو صدقة أو نسك }؛ { أو } هنا
للتخيير؛ وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن «الصيام» ثلاثة أيام(179)،
وأن «الصدقة» إطعام ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع(4)؛ وأما «النسك» فهو
ذبح شاة(4)؛ وهذه الجملة قد حذف منها ما يدل عليه السياق؛ والتقدير: فمن
كان منكم مريضاً، أو به أذًى من رأسه، فحلق رأسه فعليه فدية.
{ فإذا أمنتم } أي من العدو - يعني فأتموا الحج والعمرة - .
ثم فصّل الله عز وجل
المناسك فقال: { فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي } أي فمن
أتى بالعمرة متمتعاً بحله منها بما أحل الله له من محظورات الإحرام { إلى
الحج } أي إلى ابتداء زمن الحج؛ وهو اليوم الثامن من ذي الحجة { فما
استيسر من الهدي } أي فعليه ما استيسر من الهدي شكراً لله على نعمة
التحلل؛ ويقال في هذه الجملة ما قيل في الجملة التي سبقت في الإحصار.
قوله تعالى: { فمن لم
يجد } أي فمن لم يجد الهدي، أو ثمنه { فصيام ثلاثة أيام } أي فعليه صيام
ثلاثة أيام { في الحج } أي في أثناء الحج، وفي أشهره.
قوله تعالى: { وسبعة إذا رجعتم } أي إذا رجعتم من الحج بإكمال نسكه، أو إذا رجعتم إلى أهليكم.
قوله تعالى: { تلك عشرة كاملة } للتأكيد على أن هذه الأيام العشرة وإن كانت مفرقة فهي في حكم المتتابعة.
قوله تعالى: { ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام }، أي ذلك التمتع الموجب للهدي.
وقوله تعالى: { أهله
}: قيل: المراد به نفسه - أي لمن لم يكن حاضراً المسجد الحرام - ؛ وقيل:
المراد بـ «الأهل» سكنه الذي يسكن إليه من زوجة، وأب، وأم، وأولاد، وما
أشبه ذلك؛ فيكون المعنى: ذلك لمن لم يكن سكنه حاضري المسجد الحرام؛ وهذا
أصح؛ لأن التعبير بـ «الأهل» عن النفس بعيد؛ ولكن { أهله } أي الذين يسكن
إليهم من زوجة، وأب، وأم، وأولاد هذا هو الواقع.
وقوله تعالى: { حاضري
المسجد الحرام } المراد به مسجد مكة؛ و{ الحرام } صفة مشبهة بمعنى ذي
الحرمة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وقد عادت حرمتها اليوم
كحرمتها بالأمس»(180)؛ وحرمة المسجد الحرام معروفة من وجوه كثيرة ليس هذا
موضع ذكرها.
واختلف في المراد بـ{
حاضري المسجد الحرام } فقيل: هم أهل الحرم - يعني: من كانوا داخل حدود
الحرم - ؛ فمن كان خارج حدود الحرم فليسوا من حاضري المسجد الحرام؛ وروي
هذا عن ابن عباس، وجماعة من السلف، والخلف؛ وقيل: حاضرو المسجد الحرام أهل
المواقيت، ومن دونهم؛ وعلى هذا فأهل بدر من حاضري المسجد الحرام؛ لأنهم
دون المواقيت؛ وأهل جدة من حاضري المسجد الحرام؛ لأنهم دون المواقيت؛
وقيل: حاضرو المسجد الحرام أهل مكة، ومن بينهم وبين مكة دون مسافة القصر؛
وهي يومان؛ وعلى هذا فأهل جدة، وأهل بدر ليسوا من حاضري المسجد الحرام؛
وأهل بحرة - وهي بلدة دون جدة - على هذا القول يكون أهلها من حاضري المسجد
الحرام؛ لأنهم داخل المسافة؛ وأهل الشرائع من حاضري المسجد الحرام؛
والأقرب القول الأول أن حاضري المسجد الحرام هم أهل الحرم؛ وأما من كان من
غير أهل الحرم فليسوا من حاضريه؛ بل هم من محل آخر؛ وهذا هو الذي ينضبط.
قوله تعالى: { واتقوا الله } أي الزموا تقوى الله عز وجل؛ وذلك بفعل أوامره، واجتناب نواهيه.
قوله تعالى: { واعلموا
أن الله شديد العقاب } أي شديد المؤاخذة، والعقوبة لمن لم يتقه تبارك
وتعالى؛ وسميت المؤاخذة عقاباً؛ لأنها تأتي عقب الذنب.
الفوائد:
1 - من فوائد الآية:
وجوب إتمام الحج، والعمرة؛ وظاهر الآية أنه لا فرق بين الواجب منهما، وغير
الواجب؛ ووجه هذا الظاهر: العموم في قوله تعالى: { وأتموا الحج والعمرة }؛
فيكون شاملاً للفريضة، والنافلة؛ ويؤيده أن هذه الآية نزلت قبل فرض الحج؛
لأن الحج إنما فرض في السنة التاسعة في قوله تعالى: {ولله على الناس حج
البيت من استطاع إليه سبيلاً} [آل عمران: 97] ؛ السنة التي يسميها العلماء
سنة الوفود.
2 - ومن فوائد الآية: أن العمرة، والحج سواء في وجوب إتمامهما؛ لقوله تعالى: { الحج والعمرة }.
3 - ومنها: أنه لا
تجوز الاستنابة في شيء من أفعال الحج، والعمرة؛ فلو أن أحداً استناب شخصاً
في أن يطوف عنه، أو أن يسعى عنه، أو أن يقف عنه بعرفة، أو أن يقف عنه
بمزدلفة، أو أن يرمي عنه الجمار، أو أن يبيت عنه في منى فإنه حرام؛ لأن
الأمر بالإتمام للوجوب؛ فيكون في ذلك رد لقول من قال من أهل العلم: إنه
تجوز الاستنابة في نفل الحج، وفي بعضه: أما الاستنابة في نفل الحج - كل
النسك - فهذا له موضع آخر؛ وأما في بعضه فالآية تدل على أنها لا تصح.
4 - ومن فوائد الآية:
الحذر مما يفعله بعض الناس الآن من التساهل في رمي الجمرات، حيث إنهم
يوكلون من يرمي عنهم بدون عذر مخالفة لقوله تعالى: { وأتموا الحج والعمرة
لله }؛ وعليه فلا يصح رمي الوكيل حينئذ؛ لقوله (صلى الله عليه وسلم): «من
عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد»(181) أي مردود عليه؛ أما إذا كان لعذر
كالمريض، والخائف على نفسه من شدة الزحام إذا لم يكن وقت آخر للرمي يخف
فيه الزحام فلا بأس أن يستنيب من يرمي عنه؛ ولولا ورود ذلك عن الصحابة
لقلنا: إن العاجز عن الرمي بنفسه يسقط عنه الرمي كسائر الواجبات، حيث تسقط
بالعجز؛ ويدل لعدم التهاون بالتوكيل في الرمي أن النبي صلى الله عليه وسلم
لم يأذن لسودة بنت زمعة أن توكل؛ بل أمرها أن تخرج من مزدلفة، وترمي قبل
حطمة الناس(182)؛ ولو كان التوكيل جائزاً لمشقة الزحام لكان الرسول صلى
الله عليه وسلم يبقيها معه حتى تدرك بقية ليلة المزدلفة، وتدرك صلاة الفجر
فيها، وتدرك القيام للدعاء بعد الصلاة؛ ولا تُحْرَم من هذه الأفعال؛ فلما
أذن لها في أن تدفع بليل عُلم بأن الاستنابة في الرمي في هذا الأمر لا
يجوز؛ وكذلك لو كان جائزاً لأذن للرعاة أن يوكلوا، ولم يأذن لهم بأن يرموا
يوماً، ويدعوا يوماً.
5- ومن فوائد الآية:
وجوب الإخلاص لله؛ لقوله تعالى: { وأتموا الحج والعمرة لله } يعني أتموها
لله لا لغيره؛ لا تراعوا في ذلك جاهاً، ولا رتبة، ولا ثناءً من الناس.
6- ومنها: أن الحج،
والعمرة يخالفان غيرهما في وجوب إتمام نفلهما؛ لقوله تعالى: { وأتموا }؛
والأمر للوجوب؛ ويدل على أنه للوجوب قوله تعالى: { فإن أحصرتم فما استيسر
من الهدي }، حيث أوجب الهدي عند الإحصار؛ أما غيرهما من العبادات فإن
النفل لا يجب إتمامه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أهله ذات يوم
فقال: «هل عندكم شيء؟ قالوا: نعم، حيس؛ قال: أرينيه؛ فلقد أصبحت صائماً؛
فأكل»(183)؛ لكن يكره قطع النفل إلا لغرض صحيح - كحاجة إلى قطعه، أو
انتقال لما هو أفضل منه -.
7- ومن فوائد الآية:
أنه إذا أحصر الإنسان عن إتمام الحج والعمرة فله أن يتحلل؛ ولكن عليه
الهدي؛ لقوله تعالى: { فإن أحصرتم فما استيسر من الهدى }.
8- ومنها: أن الله
تعالى أطلق الإحصار، ولم يقيده؛ لقوله تعالى: { فإن أحصرتم }؛ لأن الفعل
لو بُني للفاعل، وذُكر الفاعل اختص الحكم به؛ فإذا قلت مثلاً: «أقام زيد
عمراً» صار المقيم زيداً؛ وإذا قلت: «أقيم عمرٌو» صار عاماً؛ فظاهر الآية
شمول الإحصار لكل مانع من إتمام النسك؛ فكل ما يمنع من إتمام النسك فإنه
يجوز التحلل به، وعليه الهدي؛ أما الإحصار بالعدو فأظنه محل إجماع فيتحلل
بالنص، والإجماع؛ النص: تحلل الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديبية(184)؛
والإجماع: لا نعلم في هذا مخالفاً؛ وأما الحصر بغير عدو، كمرض، أو كسر، أو
ضياع نفقة، أو ما أشبه ذلك مما لا يستطيع معه إتمام الحج، والعمرة؛ فإن
العلماء اختلفوا في ذلك؛ فمنهم من قال: إنه لا يتحلل، ويبقى محرماً حتى
يزول المانع؛ ومنهم من قال: إنه يتحلل، كالحصر بالعدو؛ حجة الأولين: أن
الله تعالى قال: { فإن أحصرتم }؛ والآية نزلت في شأن قضية الحديبية؛ وهم
قد أحصروا بعدو؛ فيكون الحصر هنا خاصاً بالعدو؛ ودليل آخر: يقولون: ضباعة
بنت الزبير لما جاءت تشتكي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أنها مريضة،
وأنها تريد الحج قال لها: «حجي واشترطي»(185)؛ فلو كان الإحصار بالمرض
مبيحاً للتحلل ما احتيج إلى اشتراط؛ فكانت تدخل في النسك، وإذا عجزت
تحللت؛ وأجاب القائلون بأن الحصر عام بحصر العدو وغيره بأن الآية مطلقة: {
فإن أحصرتم }؛ لم تقيد بحصر العدو؛ والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب؛
لأن العلة في جواز التحلل بحصر العدو عدم القدرة على إتمام النسك؛ وهذا
حاصل بالحصر بغير العدو؛ والشرع لا يفرق بين متماثلين؛ وأجابوا عن حديث
ضباعة بأن يقال: إن الفائدة من حديث ضباعة أنه إذا حصل مرض يمنع من إتمام
النسك فإنها تتحلل بلا شيء؛ وأما إذا لم تشترط فإنها لا تتحلل إلا بدم؛
وحينئذ تظهر فائدة اشتراط من خاف أن يعوقه مرض، أو نحوه عن إتمام النسك؛
والفائدة هي أنه لا يجب عليه الهدي لو تحلل بهذا الحصر؛ والصواب القول
الثاني: أن الإحصار يكون بالعدو، وبغيره.
فإن قال قائل: إن قوله تعالى في سياق الآية: { فإذا أمنتم } يشير إلى أن الإحصار المذكور بعدو؟
فالجواب:
أن ذكر بعض أفراد العام بحكم يوافق العام لا يقتضي التخصيص، كما هو قول
المحققين من أهل أصول الفقه، وغيرهم؛ ونظير ذلك حديث جابر رضي الله عنه:
«قضى النبي صلى الله عليه وسلم بالشفعة في كل ما لم يقسم؛ فإذا وقعت
الحدود وصرفت الطرق فلا شفعة»(186)؛ فإن قوله: «فإذا وقعت الحدود...» الخ
لا يستلزم اختصاص الشفعة بما له حدود، وطرق؛ بل الشفعة ثابتة في كل مشترك
على القول الراجح.
9- ومن فوائد الآية: وجوب الهدي على من أحصر؛ لقوله تعالى: { فما استيسر من الهدي }.
10- ومنها: أن من
تعذر، أو تعسر عليه الهدي فلا شيء عليه؛ لقوله تعالى: { فما استيسر من
الهدي}؛ ولم يذكر الله بديلاً عند العجز؛ وقال بعض أهل العلم: إنه إذا لم
يجد هدياً صام عشرة أيام، ثم حلّ - قياساً على هدي التمتع -؛ ولكن هذا
القياس ليس بصحيح من وجهين:
الوجه الأول: أنه مخالف لظاهر الآية؛ لأن الله لم يذكر بديلاً للهدي.
الوجه الثاني: أن تحلل المتمتع تحلل اختياري؛ وأما المحصر فتحلله اضطراري.
11 - ومن فوائد الآية:
أنه لا يجب على المحصر الحلق عند التحلل؛ لأن الله سبحانه وتعالى لم
يذكره؛ وهو أحد القولين في المسألة؛ والقول الثاني: وجوب الحلق؛ لثبوته
بالسنة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر به، وغضب على الصحابة حين
تأخروا في تنفيذه(187)؛ ولا يغضب النبي صلى الله عليه وسلم لترك مستحب؛ لا
يغضب إلا لترك واجب.
12 - ومنها: أن المحصر
لا يجب عليه القضاء؛ لأن الله سبحانه وتعالى لم يذكره؛ ولو كان القضاء
واجباً لذكره الله عز وجل؛ وهذا يشمل من حصر في فريضة؛ ومن حصر في نافلة؛
لكن الفريضة إذا حصر عن إتمامها يلزمه فعلها بالخطاب الأول؛ لا على أنه
بدل عن هذه التي أحصر عنها؛ فمثلاً رجلاً شرع في حج الفريضة، ثم أحصر عن
إتمامها، فذبح الهدي، وتحلل؛ فيجب الحج عليه بعد ذلك؛ لكن ليس على أنه
قضاء؛ لكن على أنه مخاطب به في الأصل؛ وتسمية العمرة التي وقعت بعد صلح
الحديبية عمرة القضاء ليست لأنها قضاء عما فات؛ ولكنها من «المقاضاة» -
وهي المصالحة -
؛ ولذلك لم يأت بها كل من تحلل من عمرة [/size]
الوراق الأثري- مشرف عام
- Posts : 1596
Reputation : 9
Join Date : 07/09/2009
Age : 33
Site : نقطة على الشمال
مواضيع مماثلة
» ***جدنا دغيم القاسم النعيمي رحمه الله تعالى ***
» فأسمع قول الله تعالى
» عجباً لمن قال وأفك أنه ليس كلام الله
» فأسمع قول الله تعالى
» عجباً لمن قال وأفك أنه ليس كلام الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
28/01/22, 05:33 pm من طرف حسين دغيم
» موسوعة المؤثرات الصوتية والموسيقى التصويرية
15/11/15, 06:49 pm من طرف المدير العام
» الحشائش وطرق مكافحتهـــا
17/05/15, 09:41 pm من طرف المدير العام
» الحشائش وطرق مكافحتهـــا
17/05/15, 09:40 pm من طرف المدير العام
» كيف نعتني بشجرة الزيتون ؟
17/05/15, 07:33 am من طرف المدير العام
» المدينة الغريبة: مدينة الجن، مدينة أثرية عملاقة تحت الأرض تتسع لأكثر من 30 ألف شخص
03/06/14, 09:04 pm من طرف المدير العام
» خمسة أوامر مفيدة في موجه الأوامر CMD يجب عليك معرفتها لإدارة حاسوبك وإصلاح مشاكله:
17/03/14, 04:44 am من طرف المدير العام
» جورج و العيد!!؟؟
08/01/14, 11:55 am من طرف زعفران
» أدوات البحث الأساسية في google
21/04/13, 06:07 am من طرف المدير العام
» لماذا تأخر النصر في سوريا
21/01/13, 09:20 am من طرف المدير العام
» فوائد الصبر
26/11/12, 05:12 pm من طرف عكرمة الدغيم جرجناز
» أدخل واكتب حكمة اليوم موضوع متجدد
26/11/12, 04:53 pm من طرف عكرمة الدغيم جرجناز
» أختبر معلوماتك
26/11/12, 03:13 am من طرف عكرمة الدغيم جرجناز
» أجمل أغاني الثورة من فرقة أحرار ريف معرة النعمان
09/04/12, 12:05 am من طرف المدير العام
» ماعاد اقدر اتحمل
23/03/12, 01:44 am من طرف المدير العام
» كيف يكون الحب
02/03/12, 08:31 pm من طرف عائشة
» صور في مظاهرة حق الدفاع عن النفس في جرجناز
29/01/12, 10:37 pm من طرف ابو زيد
» مذكرات تائهة
31/12/11, 11:11 pm من طرف دمعة الياسمين
» الصيرفة الإسلامية لا تجد من يتخصص فيها
28/12/11, 03:36 pm من طرف صافي شوقي ضيف
» علاج العشق
28/12/11, 03:35 pm من طرف صافي شوقي ضيف
» حكمة صغيرة جدااااااااااااااااااااا
28/12/11, 03:34 pm من طرف صافي شوقي ضيف
» رحبوا معي بالأخ الفاضل محمد طراد
28/12/11, 03:32 pm من طرف صافي شوقي ضيف
» ودنت الامتحانات!!!
28/12/11, 03:31 pm من طرف صافي شوقي ضيف
» يعمي يا هاك البنات يا بلا ......................إقرأ
28/12/11, 03:30 pm من طرف صافي شوقي ضيف
» فردة حذاء واحدة ماذا تفعل بها؟؟؟
13/12/11, 01:45 pm من طرف حسن الدغيم
» اوجاع القلم
08/12/11, 08:39 pm من طرف دمعة الياسمين
» كيفية ربط بريدين في بريد واحد
03/12/11, 08:56 pm من طرف AzaSeif
» فسيفساء جرجناز
19/09/11, 03:46 pm من طرف صافي شوقي ضيف
» بداية النهاية
19/09/11, 03:42 pm من طرف صافي شوقي ضيف
» يقولون بيخلق من الشبه اربعين شوفوا يمكن مية بالمية
02/09/11, 09:38 am من طرف رياح التغيير
» دعاء اليوم .. يارب استجب
02/09/11, 09:17 am من طرف رياح التغيير
» حملة الزم الاستغفار
02/09/11, 09:12 am من طرف رياح التغيير
» سجّل حضورك بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
02/09/11, 09:01 am من طرف رياح التغيير
» مضحك رائع حزين مهم جدا ...
01/09/11, 06:53 am من طرف رياح التغيير
» قوة الإرادة
01/09/11, 04:55 am من طرف رياح التغيير
» تألمت فتعلمت ..
29/08/11, 08:12 am من طرف رياح التغيير
» قرة العيون
29/08/11, 07:55 am من طرف رياح التغيير
» بلدة جرجناز السورية
14/08/11, 07:22 pm من طرف حكيم
» انـــا في امـــس الحـاجة للمسآآآآآآآآآآآآآآآعده
11/06/11, 09:17 am من طرف احمد
» لتعيش سعيدا
07/06/11, 09:36 am من طرف عائشة
» الفوائد الصحية لصلاة الفجر
11/04/11, 03:50 pm من طرف صافي شوقي ضيف
» اصعب الاشياء
05/04/11, 08:05 pm من طرف جريح الصمت
» صور من جرجناز
17/03/11, 05:18 pm من طرف المدير العام
» علاقاتنا الاجتماعية الى اين وصلت
16/03/11, 11:48 pm من طرف محمود سلوم
» حكم الشرع بالمكياج
16/03/11, 11:44 pm من طرف محمود سلوم
» رحبوا معي بالعضو الجديد الأخ حمد الشحود
09/03/11, 05:43 pm من طرف محمود سلوم
» اللهم احفظ لنا جرجناز
09/03/11, 05:24 pm من طرف محمود سلوم
» قصيدة غريبة
05/03/11, 08:39 am من طرف صافي شوقي ضيف
» مقارنة بين فتاتين
20/02/11, 04:18 am من طرف الهامي دلني اليكي
» اسباب مشكلات الشباب
20/02/11, 02:41 am من طرف الهامي دلني اليكي
» خواطر شعرية
26/01/11, 08:51 pm من طرف صافي شوقي ضيف
» معاني بعض الأسماء
17/01/11, 05:34 am من طرف صافي شوقي ضيف
» اللحن في القرآن الكريم
17/01/11, 05:29 am من طرف صافي شوقي ضيف
» نصائح مفيدة ليوم زفافك
16/01/11, 10:49 pm من طرف محمود سلوم
» جرجناز في عمق التاريخ
16/01/11, 10:19 pm من طرف محمود سلوم
» حكم للغافلين
16/01/11, 08:30 am من طرف صافي شوقي ضيف
» كيد النساء ام كيد الرجال
16/01/11, 08:27 am من طرف صافي شوقي ضيف
» بنادول الذنوب
16/01/11, 08:25 am من طرف صافي شوقي ضيف
» قصة محزنة جدا
16/01/11, 08:23 am من طرف صافي شوقي ضيف
» هام هام هام ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,جدا
16/01/11, 08:21 am من طرف صافي شوقي ضيف
» عودة للطريق
16/01/11, 08:19 am من طرف صافي شوقي ضيف
» يا ذات الشعر الاصفر
16/01/11, 08:18 am من طرف صافي شوقي ضيف
» امك ام زوجتك
16/01/11, 08:17 am من طرف صافي شوقي ضيف
» العلاج بالحجامة
16/01/11, 08:16 am من طرف صافي شوقي ضيف
» صدقيني انا لم اقتلها
16/01/11, 08:15 am من طرف صافي شوقي ضيف
» بناء الكعبة مع الصور
16/01/11, 08:13 am من طرف صافي شوقي ضيف
» من احكام الشتاء
16/01/11, 08:11 am من طرف صافي شوقي ضيف
» ليش ما تبتسم معنا
16/01/11, 08:06 am من طرف صافي شوقي ضيف
» فوارق بين الرجل والمراة
16/01/11, 07:56 am من طرف صافي شوقي ضيف
» قال الشاعر
16/01/11, 07:55 am من طرف صافي شوقي ضيف
» من انا
16/01/11, 07:53 am من طرف صافي شوقي ضيف
» اسالة للبنات فقط
16/01/11, 07:51 am من طرف صافي شوقي ضيف
» افكار لتطوير المنتدى
16/01/11, 07:49 am من طرف صافي شوقي ضيف
» الزكاة في الاسلام أحكام وفوائد
16/01/11, 07:48 am من طرف صافي شوقي ضيف
» اعرفني اكثر
16/01/11, 07:48 am من طرف صافي شوقي ضيف
» المواقع الاباحية والشباب العربي
16/01/11, 07:42 am من طرف صافي شوقي ضيف
» حكمة لصديق
16/01/11, 07:40 am من طرف صافي شوقي ضيف
» العنف الاسري
16/01/11, 07:38 am من طرف صافي شوقي ضيف
» افد واستفد
16/01/11, 07:34 am من طرف صافي شوقي ضيف
» الرومنسية المفقودة
08/01/11, 11:38 am من طرف me manche
» هل انت حزين تخلص من حزنك هنا
08/01/11, 08:42 am من طرف صافي شوقي ضيف
» قصة الباذنجانة الحرام
05/01/11, 11:19 pm من طرف me manche
» علاج لراحة البال
05/01/11, 11:12 pm من طرف me manche
» هكذا يجب ان تكون المرأة
30/12/10, 08:39 pm من طرف me manche
» االابتسامة
30/12/10, 08:33 pm من طرف me manche
» مالك يا دنيا
30/12/10, 12:58 pm من طرف دمعة الياسمين
» كلمات اعجبتني
30/12/10, 07:18 am من طرف صافي شوقي ضيف
» الابتسامة الصادقة
30/12/10, 07:15 am من طرف صافي شوقي ضيف
» الصبر مفتاح الفرج
30/12/10, 07:10 am من طرف صافي شوقي ضيف
» تدهشني المرأة
30/12/10, 07:05 am من طرف صافي شوقي ضيف
» اروع جدال بين الذكر والانثى
27/12/10, 07:49 am من طرف صافي شوقي ضيف
» رضا الوالدين
23/12/10, 06:21 pm من طرف جرجنازي مشتاق
» الثروة والنجاح والمحبة
23/12/10, 09:07 am من طرف جرجنازي مشتاق
» دم العذرية براي الكاتبة دلال حرب
23/12/10, 08:03 am من طرف صافي شوقي ضيف
» ورثة ابليس
23/12/10, 08:00 am من طرف صافي شوقي ضيف
» السر بشهر العسل
22/12/10, 01:33 pm من طرف جرجنازي مشتاق
» احذر من الدنيا
22/12/10, 01:19 pm من طرف جرجنازي مشتاق
» ادخل لترى جهنم وتعرف اين هي
21/12/10, 03:30 pm من طرف صافي شوقي ضيف
» اخطاء الطلاب القاتلة اثناء الامتحانات
21/12/10, 03:28 pm من طرف صافي شوقي ضيف